کد مطلب:352772 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:286

شواهد إضافیة علی عصمة أهل البیت
ا - حدیث الثقلین: "... إنی تركت فیكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا، كتاب الله وعترتی أهل بیتی " حیث یظهر من هذا التوجیه النبوی أن شرط عدم الضلالة هو التمسك بالكتاب والعترة، ولیس من المعقول أن من یحتمل وجود الخطأ أو الزلل فیه یكون مأمنا من الضلال، وهذا دلیل علی عصمة الثقلین، كتاب الله (الثقل الأكبر) الذی لا یأتیه الباطل من بین یدیه ولا من خلفه، وأهل البیت (الثقل الكبیر). 2 - الآیة القرآنیة: (وإذ ابتلی إبراهیم ربه بكلمات فأتمهن - قال إنی



[ صفحه 28]



جاعلك للناس إماما - قال ومن ذریتی قال لا ینال عهدی الظالمین) [1] ففضلا عن أن هذه الآیة تشیر إلی علو منصب الإمامة ورفعته، فإنها تدل كذلك علی أن نیل عهد الله (إمامة البشریة) لا یمكن أن یكون من نصیب ظالم، والخطیئة بصغیرها وكبیرها تجعل من مرتكبها ظالما، فكان لا بد أن یكون الإمام معصوما عن ارتكاب أی خطیئة أو إثم. 3 - وفی مستدرك الصحیحین، یروی الحاكم بسنده عن حنش الكنانی: " قال: سمعت أبا ذر یقول وهو آخذا بباب الكعبة: یا أیها الناس من عرفنی فأنا من عرفتم ومن أنكرنی فأنا أبوذر، سمعت رسول الله (ص) یقول: مثل أهل بیتی فیكم مثل سفینة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق) [2] قال الحاكم.: هذا حدیث صحیح الإسناد. 4 - وفی مستدرك الصحیحین أیضا، بالسند عن ابن عباس: " قال رسول الله (ص): النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق، وأهل بیتی أمان لأمتی من الاختلاف، فإذا خالفتها قبیلة من العرب، اختلفوافصاروا حزب إبلیس " [3] .

5 - ولمزید من التوضیح فی تبیان تلك المنزلة الرفیعة التی حظی بها أهل البیت، نذكر بعض الأحادیث المرویة فی صحیح البخاری والتی تشیر إلی نعت أهل البیت بكلمة " علیهم السلام " وقد اختصوا بهذا النعت دون غیرهم من جمیع الصحابة وأزواج النبی، وهذه أمثلة لذلك كما رواها البخاری فی صحیحه: " عن علی علیه السلام قال: كانت لی شارف من نصیبی من المغنم، وكان النبی (ص) أعطانی شارفا من الخمس، فلما أردت أن أبنی



[ صفحه 29]



بفاطمة علیها السلام بنت رسول الله (ص)... " [4] وكذلك: "... وطرق النبی (ص) باب فاطمة وعلیا علیهما السلام لیلة للصلاة) [5] وفی روایة أخری: "... قال: رأیت النبی (ص) وكان الحسن بن علی علیهما السلام یشبهه... " [6] وكذلك: "... عن علی بن الحسین علیهما السلام أخبره... " [7] ، وقد یقول قائل إن ذلك لا یدل علی تمیزهم، ولكن السؤال: لماذا اختصوا بها وحدهم دون غیرهم؟ 6 - وقد أمر الرسول صلی الله علیه وآله بأن تكون الصلاة علی آل بیته ملازمة للصلاة علیه، ففی الحدیث الذی أخرجه البخاری فی صحیحه بالسند عن عبد الرحمن بن أبی لیلی، قال: لقینی كعب بن عجرة فقال: أهدی لی هدیة؟ إن النبی (ص) خرج علینا فقلنا: یا رسول الله، قد علمنا كیف نسلم علیك، فكیف نصلی علیك؟ قال: قولوا اللهم صل علی محمد وعلی آل محمد، كما صلیت علی إبراهیم وعلی آل إبراهیم إنك حمید مجید " [8] ، ووجه الارتباط فی هذا الحدیث بین سیدنا إبراهیم علیه السلام وآله من جهة، وبین سیدنا محمد وآله من الجهة الأخری، هو أن إبراهیم علیه السلام كان نبیا وآله أیضا كانوا أنبیاء ومرجعا للناس من بعده، وهكذا كان آل محمد الخزانة الأمینة للرسالة المحمدیة حیث أن المسلمین قد أمروا بالرجوع إلیهم بعد وفاة المصطفی صلی الله علیه وآله، إلا أنهم كانوا أئمة ولیسوا أنبیاء كآل إبراهیم، وكما جاء فی حدیث الرسول صلی الله علیه وآله لعلی علیه السلام: " ألا



[ صفحه 30]



ترضی أن تكون منی بمنزلة هارون من موسی إلا أنه لیس نبی بعدی " [9] .

وسیأتی الكلام فی هذا الحدیث لاحقا. ویفهم من جمیع ما سبق أن الله جل وعلا قد اختص أهل البیت علیهم السلام بالعصمة والتطهیر، بوصفهم من یملأ الفراغ الذی تركه الرسول صلی الله علیه وآله بشأن حمل الرسالة إلی الأجیال اللاحقة، وسلامة حفظها من تحریف المحرفین وتشكیك المشككین، فما هی فائدة سلامة تبلیغ الرسول صلی الله علیه وآله للشریعة الإلهیة إذا لم تكن لتحفظ بعد رحیله بأیدی أمینة؟ وما حدث للشرائع السابقة ما فیه الإجابة الوافیة علی هذا التساؤل، حیث أن أتباعها كانوا یأخذون معالم شرائعهم بعد رحیل مبلغیها عن أی من كان، فحصل التحریف الذی أخبر عنه جل وعلا: (أفتطمعون أن یؤمنوا لكم وقد كان فریق منهم یسمعون كلام الله ثم یحرفونه من بعد ما عقلوه وهم یعلمون " [10] ، ومن نافلة القول أن حفظ النصوص القرآنیة من الزیادة أو النقصان لا یكفی وحده بأی حال من الأحوال لحفظ الشریعة الإلهیة من التحریف. فالإمامة بذلك تعتبر امتدادا للنبوة فی وظائفها العامة عدا ما یتصل بالوحی فإنه من مختصات النبوة، والمقصود بامتدادیة الإمامة للنبوة هو حفظ الشرع علما وعملا، فلزمت عصمة الأئمة للزوم ضرورة نقل التشریع الإلهی للأجیال اللاحقة عن طریق نقیة وأصیلة والتی تمثلت بالأئمة الاثنی عشر من أهل البیت النبوی.


[1] البقرة: 124.

[2] مستدرك الصحيحين ج 2 ص 343.

[3] مستدرك الصحيحين ج 3 ص 149.

[4] صحيح البخاري ج 3 ص 171 كتاب البيوع باب ما قيل في الصواغ ط مكتبة الرياض الحديثة.

[5] صحيح البخاري ج 2 ص 126 كتاب التهجد ط مكتبة الرياض الحديثة.

[6] صحيح البخاري ج 4 ص 486 كتاب المناقب باب صفة النبي صلي الله عليه وآله ط مكتبة الرياض.

[7] صحيح البخاري ج 9 ص 418 كتاب التوحيد باب في المشيئة والإرادة ط مكتبة الرياض الحديثة.

[8] صحيح البخاري ج 8 ص 245 كتاب الدعوات باب الصلاة علي النبي ط مكتبة الرياض.

[9] صحيح البخاري ج 5 ص 492 كتاب المغازي باب غزوة تبوك ط مكتبة الرياض.

[10] البقرة: 75.